حسين ليشوري
๑ . . عضو بقراطيسة . . ๑
- التسجيل
- 16 ديسمبر 2008
- رقم العضوية
- 9896
- المشاركات
- 30
- مستوى التفاعل
- 0
- الجنس
- الإقامة
- الجزائر.
العنف و اللطف!
(هذا الحوار مقتبس من الأدب الأمريكي الذي يرفض العنف؟!!!!!!!!!!)
بقلم حسين ليشوري
[align=justify]قالت الريح و هي منفعلة تصفر بعصبية و تزمجر للشمس المشرقة الهادئة:
- الريح: من الأقوى أنا أم أنت ؟
ردت عليها الشمس وهي تبتسم كأنها تمثلت قول القائل :" و رب جان عقابه الضحك"
- الشمس: أنت طبعا، و لماذا هذا السؤال ؟
- الريح: لأنني كثيرا ما سمعت الناس يمدحونك و ينوهون بفضائلك و بأفضالك و يعجبون بقوتك و نفعك !
- الشمس: و هل في هذا ما يُعاب ؟
- الريح: لا ! و لكن لماذا لا يعترفون لي بمثل ما يعترفون ب هلك و أنت تعرفين فضلي و قيمتي؟
- الشمس: و ما ذنبي أنا؟ اسأليهم !
- الريح: لا أريد أن أسألهم، لأنني أعرف مسبقا أنهم لظلمهم و جورهم سيغمطونني حقي و لا يعترفون بفضلي عليهم أبدا، و لكنني سأبرهن لك على قوتي لأزيل تهكمك هذا بي. هل ترين ذلك الشيخ العجوز الماشي بتثاقل كيف يمسك معطفه السميك الثقيل ؟
- الشمس: نعم أراه، ما به؟
- الريح: اختفي أنت و سترين كيف أجعله ينزع معطفه بسرعة، أنظري !
قالت الريح هذا بتحد ظاهر و بدأت فورا تنفخ هواها بعصبية على الشيخ المتثاقل.
قبلت الشمس التحدي، و احتجبت وراء سحابة كثيفة.
هبت الريح بقوة فترة، فلم يزدد الشيخ إلا تمسكا بمعطفه الثقيل يشده إليه في عناد و إصرار، و لما أعياها الجهد خفتت ثم سكنت و قالت للشمس مستسلمة، الآن دورك !
طلٌت الشمس بهدوء من وراء السحابة و ابتسمت ابتسامة مشرقة دافئة للشيخ الذي سرعان ما فكٌ أزرار المعطف و خلعه و جعله على ذراعه و واصل سيره باطمئنان.
التفتت الشمس إلى الريح لتريها و تقول لها:"إن للرفق و اللين قوة تفوق ما للغضب و العنف، ثم إن الشيء الذي يمكننا الحصول عليه بالرفق لماذا نستعمل فيه العنف؟ " فلم تجبها الريح.
نظرت الشمس إلى بعيد فرأت الريح هناك وراء الجبال تجري تجر ذيل الهزيمة و تسحب رداء الخيبة يتبعها غبار اليأس ![/align]