سعيد عبدالله آل مالك
๑ . . عضو مجتهد . . ๑
- التسجيل
- 23 يونيو 2006
- رقم العضوية
- 4921
- المشاركات
- 848
- مستوى التفاعل
- 45
- العمر
- 31
- الجنس
- الإقامة
- رؤوس الجبال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للهِ الذي جعلَ الناسَ أُممٌ وشعوب ، وجعل أكرمهم عِندهُ اتقاهم ، والصلاةُ والسلام على خير من أخا بين المسلمين ، وعلى ألهِ وصحابتهِ المتآخين والمتآزرين في الله ، وعلى من سارَ على نهجِهم واقتفى أثرهم واستنَ بسُنتهم إلى يوم الحشر والنداء والدين .. أما بعد ..
فإن الله خلق الناس شعوباً وقبائل ، وجعلهم إناثاً وذُكرانا ، فرق بين ألوانهم وأشكالهم وأبدع في تصويرهم وصورهم ، خلقهم على أحسن تقويم ، ولم يجعل لأحدهم فضلاً على الآخر ، سواء كان بقبيلتهِ أو بحسبه ونسبه أو بغيره من الأمور ، إنما جعل مقياس التفاضل عنده هو التقوى ، يقول الله جعل وعلا في كتابه العزيز : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ..
ولو علم الإنسان مرجعهُ وأصله وتفكر فيه ؛ ما أنحدر في هذا المحظور ألا وهو التفاخر بالحسب والنسب وغيره من الأمور يقول سبحانه : (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) وقال أيضاً : (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) نعم ووفقني الله وإياك إن الله لا يحب كل مختال فخور .
ومما يزيد الطين بله أن تُستغل القبائل والعشائر لنشر الفرقة والبغضاء بين أفرادها كما هو حاصلاً لنا الآن ، فكم سمعنا ورأينا من مواقف تحزن لها القلوب ، وتدمع لها العيون ، ويعجز اللسان عن تصوير شناعتها وقبح سريرتها .
فلا يخفى على الجميع ما يحصل بين القبائل عندنا من فتناً وبلايا وقتال ورزايا بسبب أمور تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع والله المستعان .
ولو رجع بنا التاريخ إلى عشرات قليلة من السنين لما وجدنا هذا بين آبائنا وأجدادنا ، إنما هذه الفتن وليدة هذا اليوم والذي ما ظهرت إلا بترويج من ضعاف النفوس أو شرار الناس كما قال عنهم النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : المشاءون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العنت ) .
يقول الإمام عبدالله القحطاني – رحمه الله - :
لا تمش ذا وجهين من بين الورى ... شر البرية من له وجهاني
لا تحسدن أحداً على نعمائه ... إن الحسود لحكم ربك شاني
لا تسع بين الصاحبين نميمة ... فلأجلها يتباغض الخلاني
ويقول الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله - في إحدى خطبه : (إخوة العقيدة: إذا كان في دنيا النبات طفيليات تلتف حول النبتة الصالحة لتفسد نموها؛ فإن الشائعات ومروجيها أشد وأنكى، لما يقومون به من خلخلة البُنى التحتية للمجتمع، وتقويض أركانه وتصديع بنيانه.
فكم تجنّوا على أبرياء، وأشعلوا نار الفتنة بين الأصفياء، وكم نالوا من علماء وعظماء، وكم هدمت الشائعة من وشائج، وتسببت في جرائم، وفككت من أواصر وعلاقات، وحطمت من أمجاد وحضارات، وكم دمرت من أسر وبيوتات، وأهلكت من حواضر ومجتمعات، بل لرب شائعة أثارت فتناً وبلايا، وحروباً ورزايا، وأذكت نار حروب عالمية، وأججت أوار معارك دولية، وإن الحرب أولها كلام، ورب كلمة سوء ماتت في مهدها، ورب مقالة شر أشعلت فتناً، لأن حاقداً ضخمها ونفخ فيها ) .
فاتقوا الله في ما تكتبون وتنقلون وفي ما تقولون وتفعلون فأنتم محاسبون وإلى ربكم منقلبون يقول الله جل جلاله : (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وقال أيضاً : (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً).
واعلموا أن قوتكم بإتحادكم ويد الله مع الجماعة وانبذوا كل ما يُخل بصفكم ووحدتكم يقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .
إن أحسنت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
هذا والله الموفق
كتبه /
سعيد بن عبدالله آل مالك
الحمد للهِ الذي جعلَ الناسَ أُممٌ وشعوب ، وجعل أكرمهم عِندهُ اتقاهم ، والصلاةُ والسلام على خير من أخا بين المسلمين ، وعلى ألهِ وصحابتهِ المتآخين والمتآزرين في الله ، وعلى من سارَ على نهجِهم واقتفى أثرهم واستنَ بسُنتهم إلى يوم الحشر والنداء والدين .. أما بعد ..
فإن الله خلق الناس شعوباً وقبائل ، وجعلهم إناثاً وذُكرانا ، فرق بين ألوانهم وأشكالهم وأبدع في تصويرهم وصورهم ، خلقهم على أحسن تقويم ، ولم يجعل لأحدهم فضلاً على الآخر ، سواء كان بقبيلتهِ أو بحسبه ونسبه أو بغيره من الأمور ، إنما جعل مقياس التفاضل عنده هو التقوى ، يقول الله جعل وعلا في كتابه العزيز : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ..
ولو علم الإنسان مرجعهُ وأصله وتفكر فيه ؛ ما أنحدر في هذا المحظور ألا وهو التفاخر بالحسب والنسب وغيره من الأمور يقول سبحانه : (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) وقال أيضاً : (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) نعم ووفقني الله وإياك إن الله لا يحب كل مختال فخور .
ومما يزيد الطين بله أن تُستغل القبائل والعشائر لنشر الفرقة والبغضاء بين أفرادها كما هو حاصلاً لنا الآن ، فكم سمعنا ورأينا من مواقف تحزن لها القلوب ، وتدمع لها العيون ، ويعجز اللسان عن تصوير شناعتها وقبح سريرتها .
فلا يخفى على الجميع ما يحصل بين القبائل عندنا من فتناً وبلايا وقتال ورزايا بسبب أمور تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع والله المستعان .
ولو رجع بنا التاريخ إلى عشرات قليلة من السنين لما وجدنا هذا بين آبائنا وأجدادنا ، إنما هذه الفتن وليدة هذا اليوم والذي ما ظهرت إلا بترويج من ضعاف النفوس أو شرار الناس كما قال عنهم النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : المشاءون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العنت ) .
يقول الإمام عبدالله القحطاني – رحمه الله - :
لا تمش ذا وجهين من بين الورى ... شر البرية من له وجهاني
لا تحسدن أحداً على نعمائه ... إن الحسود لحكم ربك شاني
لا تسع بين الصاحبين نميمة ... فلأجلها يتباغض الخلاني
ويقول الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله - في إحدى خطبه : (إخوة العقيدة: إذا كان في دنيا النبات طفيليات تلتف حول النبتة الصالحة لتفسد نموها؛ فإن الشائعات ومروجيها أشد وأنكى، لما يقومون به من خلخلة البُنى التحتية للمجتمع، وتقويض أركانه وتصديع بنيانه.
فكم تجنّوا على أبرياء، وأشعلوا نار الفتنة بين الأصفياء، وكم نالوا من علماء وعظماء، وكم هدمت الشائعة من وشائج، وتسببت في جرائم، وفككت من أواصر وعلاقات، وحطمت من أمجاد وحضارات، وكم دمرت من أسر وبيوتات، وأهلكت من حواضر ومجتمعات، بل لرب شائعة أثارت فتناً وبلايا، وحروباً ورزايا، وأذكت نار حروب عالمية، وأججت أوار معارك دولية، وإن الحرب أولها كلام، ورب كلمة سوء ماتت في مهدها، ورب مقالة شر أشعلت فتناً، لأن حاقداً ضخمها ونفخ فيها ) .
فاتقوا الله في ما تكتبون وتنقلون وفي ما تقولون وتفعلون فأنتم محاسبون وإلى ربكم منقلبون يقول الله جل جلاله : (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وقال أيضاً : (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً).
واعلموا أن قوتكم بإتحادكم ويد الله مع الجماعة وانبذوا كل ما يُخل بصفكم ووحدتكم يقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .
إن أحسنت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
هذا والله الموفق
*ملاحظة / تعمدت طرحه في هذه البرزة حتى يقرأه مرتاديها ، فأرجو عدم النقل .
كتبه /
سعيد بن عبدالله آل مالك